النفوذ الإيراني التركي في العراق بين الثابت والمتحول

أقام مركز نون للدراسات الإستراتيجية والحور ندوة حوارية بعنوان ) النفوذ الإيراني التركي
في العراق بين الثابت والمتحول ( يوم الخميس 24 – 6 – 2021 – بأربع محاور للنقاش
: تناول المحور الأول : المصالح الاستراتيجية العراقية التركية .. مواقف مبهمة . والعرا…
بين الرؤية التركية والاستراتيجية الإيرانية كان المحور الثاني . والمحور الثالث كان بعنوان
، تأثير الصراع التركي مع حزب العمال على العلاقات التركية مع إقليم كردستان العراق .
وتناول المحور الرابع ، سنجار العراقية قد تهدد تقاسم النفوذ بين تركيا وإيران

ادار الحوار عن مركز نون مدير عام مؤسسة الغد السيد فواز الطيب وكان الحديث بداية
للأستاذ أثيل النجيفي / محافظ نينوى الأسبق عن ما بعد الإنسحاب الأمريكي العسكري من
المنطقةٌ ، متوقعا أن يحدث فراغ ، وهذا الفراغ ابتدأ تفاعله في وسط آسيا ، اذ ظهرت في
أفغانسان الأمور جلية بصورة واضحة ونعتقد في العراق سيولد هذا الانسحاب فراغًا جديدًا
مختلفا عن افغانستان .
وقال المتبادر للذهن ان إيران هي التي ستملئ هذا الفراغ ، ولكن انا اعتقد ان هذه الفكرة هي
فكرة متعجلة . فلم تعد إيران قادرة على حل الازمات التي سيخلقها هذا الانسحاب الامريكى
لاسيما بعد فقدانها لقاسم سليماني الذي كان يتمتع بتأثير مباشر على الفصائل العراقية .

نحن في مواجهة فوضى وهذه الفوضى تستوجب وجود تفاهم وتحالف ما بين كل دول المنطقة
بما فيها إيران بالتأكيد لان بدون هذا التفاهم والتحالف ستتحول منطقتنا الى فوضى عارمة .
وتحدث الاستاذ والباحث الاكاديمي الدكتور عثمان علي ملف سنجار العراقية صارت مسألة
دولية, فإيران تريد ان تحتفظ بها من خلال الحشد الشعبي والحشد اليزيدي الموجود هناك
؛لانها تعتبرها جسر لسوريا ولبنان ، ومناطق سنجار الجبلية في الجغرافية العسكرية
والجغرافية السياسية الايرانية تعتبر مناطق قد تستخدم في المستقبل في الصراع مع اسرائيل
، اهمية سنجار دولية ولن تتخلى عنها ايران بهذه البساطة ، وارى بان مسألة سنجار ومسألة
المادة 140 نحتاج الى حل دولي .
اذاً نحن بحاجة الى دور جديد للأمم المتحدة في العراق خاص بالمادة 140 ليكون دور
تحكيمي مثلما حدث بالضبط في عام 1925 أثناء قضية الموصل حيث أن ) عصبة الامم (
تدخل وليس توسط اي انه كان لعصبة الأمم دور تحكيمي .

ومن جانبه أكد السياسي والباحث الاكاديمي الدكتور عبدالحكيم خسرو الى اهمية أن نتعامل
مع مخاوف ومصالح دول المنطقة ، فإذا انطلقنا من منطلق واحد وهو الأمن القومي التركي
والامن القومي الإيراني كدول لديها رؤية واضحة, ومن حق هذه الدول أن تكون لديها
استراتيجية للحفاظ على كيانها ؛ لأن ما هو موجود في السياسة الدولية عدم اليقين ببقاء
الكيانات السياسية , وبالتالي السيادة الدولية والقانون الدولي لا يحمي الكيانات الضعيفة ولا
يحمي الدول الضعيفة, حيث أن الدول والكيانات معرضة للتفكك ومعرضة للفناء ,فجزء من
استراتيجية الأمن القومي لأي دولة هو: كيف تحافظ على كيانها في ظل السياسة الدولية ؟
المسألة الأخرى اهمية الأمن القومي العراقي ؛ لأنه يتعلق بمحافظات اقليم كردستان العراق
ولأننا جزء من السياسة الدولية .وبالتالي نحن يجب أن تكون لدينا رؤية جديدة ، كيف نستطيع
أن نملئ هذا الفراغ دون اللجوء إلى المجتمع الدولي في ظل السياسات الجديدة للإدارة
الأمريكية .
بالنتيجة انا اقول في
ظل فراغ القوة يجب أن
نملئ الفراغ كعراقيون
فيما يتعلق بحل المشاكل
في سنجار كونها مشكلة
داخلية يجب حلها داخليا
دون اللجوء لأي حل
خارجي .

مناطق التنافس الإقليمي بين تركيا وايران .. العراق أنموذجا كانت ورقة بحثية مقدمة من
الدكتور لقمان عمر محمود/ جامعة الموصل/ مدير مركز الدراسات الاقليمية والدكتور نكتل
عبد الهادي/ جامعة الموصل/ كلية التربية الاساسية .

وطرح المحلل السياسي الأستاذ عبدالجبار المشهداني عدة تساؤلات مهمة فيما أشار الناشط
السياسي أحمد ابو عباتين حقيقة مصالح في العراق والمنطقة وجميع استراتيجياتها لن
تخرج عن المصلحة الاولى التي تتعلق في موضوع أمنها القومي ، الامن القومي وما يتعلق
بالقضية الكردية وحزب العمال الكردستاني هذه المسألة حتى السياسات التركية بدأت تتغير

الاستراتيجية الكبرى لتركيا هي ان تركيا بدأت تنتهج سياسة متعددة الأبعاد ، سياسة مرنة
، وهذا الامر يدعونا لأن نرجع الى الوراء ، رجوعنا الى الوراء ومراقبة الدور التركي في
العراق سنجد بأن تركيا لعبت عدة أدوار في العراق .

وأكد الباحث الاكاديمي الأستاذ شوان سعيد زنكنة انه هناك محور يجب أن نضيفه الى هذه
المحاور وهو محور هيكلة النظام الايراني والنظام التركي نحن تكلمنا عن علاقة تركيا
بالعراق او علاقة ايران بالعراق وما تكلمنا عن هيكلة النظام نفسه ومراحل تطور هذا النظام
ومراحل تطور استراتيجية هذا النظام اذا كان له استراتيجية .

وفي حديث مسهب أوضح

الدكتور محمود عزو

ان العراق العربي لا

يتناسب مع النفوذ التركي

ولا النفوذ الايراني ، كما

ان العلاقة القائمة على

أساس التوازن العربي

الكردي ايضا

لا تتناسب مع

النفوذ الايراني

والتركي ، لذلك فإن

تركيا وايران كلاهما

يتعاملان مع العراق بصيغتين الاولى صيغة التعامل الرسمي مع بغداد وأربيل ، والثانية هي

صيغة التعامل مع الدول الرديفة الموجودة في داخل العراق .

ويمكن اثارة تساؤل آخر ، هل ان العراق محسوم استراتيجيا كمنطقة محددة استراتيجيا

بالنسبة لقوى كبرى او قوى اقليمية ، الان ننظر الى دول الخليج فهي محددة استراتيجيا

كمنطقة نفوذ امريكية محسومة لا يستطيع اي طرف الدخول اليها ، الا بعد اخذ الموافقة

الامريكية ، لذلك نرى ان حتى الصين تبتعد عن الخليج واتجهت نحو مناطق في افريقيا

وغيرها ، اما في الحالة الاستراتيجية العراقية . فالعراق هو ليس منطقة محسومة استراتيجيا

لذلك يبدو بالنسبة للاستراتيجيات الدولية هو منطقة ) سائلة ومتموجة بشكل كبير جدا (
والسوائل لا تتشكل منها اجسام واشكال يمكن البناء عليها .

بينما تسائل المستشار الحكومي الدكتور ميرزا دايي ماهي الهوية العراقية التي تجمع كل
العراقيين من البصرة الى زاخو ؟ الجواب : لا توجد هذه هوية .


الدستور العراقي بعد عام 2005 لم يعالج مشكلة الهوية العراقية الجامعة لكل العراقيين ،
حيث ذُكِرَ في الدستور العراقي الهويات التي تفرق المكونات وغيرها ، ولكن لم تذكر الهوية
الجامعة ، نحن أصبحنا نرى اليوم ان عراقي في قلب بغداد يفتخر أنه ينفذ الأجندة الإيرانية
، وفي قلب الموصل والانبار نرى انه هناك عراقي يفتخر بتنفيذ الأجندة الإيرانية بدون خجل
وهو في مركز سياسي ، هذه النقطة يجب أن تعالج .

وأشار الدكتور باسل خلف في مداخلته أنه من حق الدول ان تكون لديها مصالح تدافع عنها
وتحميها ، لكن في المعايير الانسانية حيث يجب ان تكون هناك مصالح متبادلة بين الدول
سياسية ،اقتصادية ،عسكرية، اجتماعية ، ثقافية ، تعاون في مختلف المجالات ، لكن الذي
يجري في العراق بسبب غياب هيبة الدولة وضعفها ، والمصالح الضيقة زادت الانقسام
الداخلي ، على سبيل المثال البرلمان العراقي فيه لجان يفترض انها ترسم السياسة الخارجية
للبلد كما في الدول الكبرى مثل بريطانيا و امريكا و فرنسا اذ ترسم سياسات الدولة وقراراتها
تكون ملزمة ونافذة بناءً على المصالح العليا للدولة ، لكن نجد قرارات لجاننا البرلمانية؛
المالية أو الاقتصادية أوالسياسية أوالخارجية لا تنفذ الا وفق رؤية المسؤول الاول او المتنفذ
الاول .
واخيراً رأى الناشط والمحلل السياسي خالد الدبوني / ناشط سياسي من الانصاف القول ان
النفوذ متباين بدرجة كبيرة
بين البلدين ، شخصيا لا
ارى اي دور او مساحة
لتركيا في المشهد العراقي
الان ! اما النفوذ الايراني
فلا اعتقد يختلف اثنان على
مدى تغلغله في اغلب
مفاصل الدولة العراقية كما
وان العلاقة التاريخية معها
تختلف .