وضع نينوى السياسي قبل الدخول لانتخابات مجالس المحافظات كلمة الأستاذ محمد عباس

كلمة أستاذ محمد عباس

نينوى اليوم تعد حاضرة مهمة بما تمتلكه من تاريخ لا يمكن ان نفصله عن الواقع الحالي للمدن العريقة مثل نينوى تبقى مدن حية فهي تمتلك ارض خصبة وهي ثاني محافظة تملك موقعا جيوسياسيا مهما فبعد 2017 اصبحت تمتلك دورا كبيرا، وتحظى باهتمام من قبل المجتمع الدولي، لكن مع الاسف لا تأخذ دورها الحقيقي بما يتناسب مع حجمها وتاريخها، اذ هناك ممارسات واجندات من قبل قوى سياسية ومكوناتية أخرى من خارج المحافظة لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق ابناء نينوى. 

ان الحل يبدأ من نينوى تحديدا من القيادات المجتمعية، وهنا يكمن دور المجتمع المدني الذي اتهم مجتمعنا بالتقاعس، وكما اقول دائما نحن امام سلطة تمارس سياسة التجهيل، والمجتمع أصبح ضعيف على مستوى الوعي فهناك شخوص في السلطة لا يملكون مستوى الوعي المطلوب، ولهذا يكمن الحل من خلال المجتمع المدني المتمثل بشخوص كرجال دين واساتذة وشخصيات عشائرية وغيرها، كما ويجب على هذه الطبقة ان لا تيأس وان تمارس دورها في محاولة رفع وعي المجتمع كي يكون قادر على اخراج ناس اكفاء الى السلطة. 

يجب على القيادات المجتمعية ان تقوم بدورها بشكل واضح وان تتكاتف وتتعاون ويكون لديها روح نضالية وكيان سياسي عريق كما في المحافظات الأخرى. ونتمنى ان يتم هذا الامر خلال فترة قصيرة ولكن واقع الحال يختلف حيث لا أحد مستعد للتضحية بالوقت والجهد والمال وهنا لن نصل الى نتيجة. في النهاية الوصول لمستقبل أفضل يتطلب من قيادات المجتمع جهدا إضافيا وأداء جديد كون الاداء السابق غير مطمئن ولن يؤدي بنا الى مستقبل واعد.

في ذات السياق، هنالك خلافات بين الجانب الكردي والحكومي خاصة بتنفيذ التعهدات التي تم على اساسها تمرير حكومة السوداني. ومن اهم النقاط في هذا الموضوع هو تطبيق المادة 140 من الدستور اذ تدركون جيدا ان محافظة نينوى تعاني من اشكالية كبيرة فيما يتعلق بموضوع هذه المادة الدستورية والنتيجة عدم حسمها حتى هذه اللحظة. 

بطبيعة الحال في كل حكومة يأتي الكرد بعدة مطالب ضمن المادة 140 ويتلقون وعودا من الفاعل الشيعي بانه بعد تشكيل الحكومة ممكن ان نذهب لحلحلة هذه المشاكل والملفات الاخرى المتعلقة بالنفط والغاز لكن يبدو دوما بان هذه المواد ترحل والكرد ايضا يستخدموها كورقه ضغط للتفاوض والحصول على مكاسب. بالتالي لا اعتقد بان الانتخابات القادمة للمحافظات او حتى للبرلمان قادرة على حل المادة 140 وسيبقى الوضع على ما هو علية وستبقى هذه المناطق مناطق نفوذ كردي بالتالي هي غير صالحة للتنافس من قبل القوى السياسية الاخرى. 

الانتخابات القادمة لم تحسم بشكل واضح وحتى وان كانت اغلب القرارات السياسية تذهب باتجاه نظام (سانت ليغو) لكن من حيث عدد المقاعد لدينا 21 مقعد اليوم ربما كل المهتمين بالعملية السياسية حتى بالقوى السياسية التي تذهب باتجاه ممارسات سياسية مباشرة وتعمل مع مرشحين فهي تفكر مسبقا بان لدينا 21 مقعد ربما تذهب 6 مقاعد للكرد بالتالي نحن لو نظرنا الى المستقبل لمشهد ما بعد انتخابات مجالس المحافظات باعتقادي يبقى الطرف الكردي بما يملكه من مقاعد، وبالتالي سيؤثر بشكل كبير على عدد المقاعد وستؤثر على من سيكون المحافظ الذي يمثل راس السلطة التنفيذية لنينوى، باعتقادي الكرد سيكون لهم المقاعد الاكثر حتى في هذه الانتخابات الأخيرة، اليوم يبدو لنا بان تقدم هي من حصلت على المقاعد ولكن الكرد حصلت على 10 او 9 وبالتالي هم المقاعد الاكثر في نينوى والبعض يتحدث ويقول بان نحن من نختار وننصب المحافظ ولكن العرب بصفتهم الأكبر هم من عليهم ان يختارو وينصبوا. لذلك فالطرف الكردي هو المنظم سياسيا في نينوى ولا يمكن لأي فاعل ان ينسج ويحاول ان يكون فاعلا. 

فيما يخص موعد انتخابات مجالس المحافظات، اعتقد ان هناك عامل اساس في تحديد الموعد هو التوافق بين القوى السياسية، ولن نذهب الى موعد ثابت لانتخابات مجالس المحافظات بدون ان تتوافق هذه القوى السياسية فيما بينها. 

المعطيات الى حد ما واضحة، القوى الفاعلة الموجودة (تقدم) موجود في نينوى ممكن ان تعمل انتخابياً لكي تنزل بقائمة و(المشروع العربي) ينزل بقائمة انتخابية رغم انه لحد هذه اللحظة (تحالف السيادة) لا زال قائما لكن هناك نوايا لدى هاتين القوتين ان تدخلان بشكل منفصل في هذه الانتخابات، اضافة الى تشكيل عزم (مثنى السامرائي) حيث ينوي الدخول في هذه الانتخابات ككتلة انتخابية، وهناك بين هؤلاء الثلاثة تحالفات وانتقالات هنا وهناك، لا شك سنكون امام مفاجآت في قوائم انتخابية جديدة بأشكال جديدة.

في جانب اخر، في القطاع السياسي انا أرى ان كل الفاعلين بالعمل المجتمعي سيتحولون بطريقة او بأخرى الى العمل السياسي. واليوم نجد ان كثير من الشباب الذي كانوا فاعلين بالعمل المجتمعي هم مهتمين بالموضوع السياسي او يحاولون ان يخترقوا عالم السياسة ويذهبوا من مساحة الاهتمام والمتابعة من بعيد الى مساحة الممارسة وهذا يدعو للتفاؤل وانا سبق وان ذكرت ان نينوى هي مدينة حية وممكن ان تكون ارض خصبة لتنتج شيئا جديداً.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *