دور اقلیم کردستان في تعزيز الاستقرار والتنمية في محافظة نينوى
د. ضمیر عبدالرزاق محمود
استوقفني كثيراً عنوان الندوة التي اقامها مركز نون للدراسات الاستراتيجية و الحوار بالاشتراك مع مركز رووداو للدراسات والمتضمن العلاقات العربية الكردية هذه المفردة التي استخدمت في حقب مختلفة من تاريخ العراق وكان الغرض من ذلك التوظيف لغايات سياسية ، واعتقد بتواضع شديد ان مفهوم العلاقة في العلوم السياسية يبحث في مديات العلاقة بين الدول والتي تحاول عبرها تحقيق اهداف مختلفة تصب في المصلحة القومية لها ، وقد تتعرض هذه العلاقة الى قطع او تشنج او ازمات تعمل السياسات على تدارك تداعياتها للعودة بها الى ما توصف بالعلاقات الطبيعية أو الاعتيادية ، وعندما حاولت ان اوفق العنوان على حالة التعايش في محافظة نينوى استوقفتني الذاكرة في مشهدين الاول شخصي والثاني عام ، فقد ولدت في مجمع للسكن الحكومي في مدينة الموصل مع بداية الستينات وشاءت الصدف ان يكون الدار المجاور لنا تسكنه عائلة ميسحية والدارين المقابلين لدارنا تسكنهما عائلتين كرديتين تعود اصولهما الى محافظتي اربيل والسليمانية ، وصلنا الى الدراسة المتوسطة وكنا ندخل بيوت بعضنا بدون استئذان ونجلس لنأكل مع العوائل بدون تردد او دعوة ، يتكلمون مع بعضهم بلغتهم ويتكلمون معنا بلغتنا ، لم يثير اهلنا انتباهنا يوما اننا نختلف عنهم ، وهكذا سارت الاقدار الى اليوم الذي كنا فيه اول المغادرين للمجمع بسبب نقل والدي الى بغداد والمشهد الثاني تمحور في ذهني استذكارا لعدد من الشخصيات الوطنية العراقية سواء من السياسيين او الوزراء أو قادة الجيش والمفكرين او الاطباء وغيرهم تعود اصولهم الى الكرد مثلاً مازالوا محل اعتزاز وفخر لجميع العراقيين على مواقفهم الوطنية ، وهذا ينسحب بالتأكيد على بقية المكونات المحترمة في العراق ، مثل هولاء الناس وهم الاكثرية لايحتاجون منا ومن غيرنا الكثير من العناء لإعادة العلاقات فيما بينهم لانها لم تنقطع اساسا بل تعززت بصلات اقوى الى ان وصل الحال اننا نجد عوائل موصلية على سبيل المثال تعود في اصولها الى الكرد او التركمان او الشبك او الايزيدية وفي الوقت نفسه نجد عوائل كردية تعود في أصولها الى عشائر عربية او غيرها..