الاخبار

الضربة الامريكية على ايران وانهاء الملف النووي

 

د. مصطفى الطالب

لقد عملتُ الولايات المتحدة لأكثر من عقدين على الأزمة النووية الإيرانية، وتوقعتُ منذ فترة طويلة أن هذه القضية ستنتهي، بضربة عسكرية على البرنامج النووي الإيراني.

لقد صرّح جميع الرؤساء الأمريكيين منذ جورج دبليو بوش، بأنّ القبول بإيران المسلحة نوويًا أمرٌ غير مقبول. وأمل آخرون في حلّ هذه القضية على طاولة المفاوضات. لكن لأكثر من عقدين، ظلّ قادة الجمهورية الاسلامية غير مستعدّين للتخلي طواعيةً عن برنامجهم النووي. بالمقابل قدّر الخبراء في الولايات المتحدة أنّ الوقت المتاح لإيران لصنع قنبلة واحدة من اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة قد تقلص إلى ما بين شهرين او اقل.

لقد كان الخبراء في مجلس الامن القومي الأمريكي يأملون أن تتولى إسرائيل حل المشكلة، ولكن راؤا ان الولايات المتحدة هي وحدها القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة على عمق كبير والمحصنة. كما ان الخوف من حدوث حرب إقليمية أوسع، لن يحدث. فخيارات الرد الانتقامية المتاحة لإيران محدودة، وهي تخشى حربًا كبرى مع الولايات المتحدة. قد تُطلق إيران ضربات صاروخية رمزية، لكن من المتوقع أن تهدأ هذه الأزمة سريعًا، كما حدث مع غارات ترامب على الجنرال الإيراني قاسم سليماني عام ٢٠٢٠.

المساران المحتملان اللذان قد تتخذهما إيران للرد على الضربة 

للنظام الإيراني خياران: إما أن تختار شنّ ضربة تستهدف قواعد أمريكية في المنطقة، ولكن بقصد إحداث تأثير محدود. وهذا من شأنه أن يُمكّن النظام الإيراني من الادعاء بأنه ردّ، ودافع عن بلاده، وواجه الولايات المتحدة، مما قد يُحفّز استئناف الحوار الدبلوماسي.

اما الخيار الاخر هو أن يُقرر النظام الإيراني أن الضربات الأمريكية – والتهديدات المستمرة التي وجهها ترامب لإيران خلال خطابه – ستُجبره على شن هجوم كبير ضد مصالح أمريكية. وهذا من شأنه أن يُؤدي إلى تصعيد متسارع للهجمات والهجمات المضادة، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.

بالمقابل، لقد تراجعت القدرات العسكرية الإيرانية، لكنها لم تنتهي بعد. وإذا كانت إيران قلقة من تعرض نظامها للخطر، سواءً من الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو من أنها ستفقد دعم مؤيديها إذا لم ترد بقوة كافية، فقد تسلك المسار الأخير. وبذلك، قد تسعى ليس فقط إلى استغلال وكلائها في الشرق الأوسط لمهاجمة المصالح والأفراد الأمريكيين، بل قد تشن أيضًا هجمات غير متكافئة ضد أهداف إسرائيلية أو أمريكية عالمية.

إرسال التعليق

النشاطات