مشاركة الدكتور لقاء مكي العزاوي (موقع وادوار المناطق الهشة في الصراع الدولي الراهن) في ندوة ( تداعيات النظام الدولي الجديد على المناطق الهشة )
مشاركة الدكتور لقاء مكي العزاوي (موقع وادوار المناطق الهشة في الصراع الدولي الراهن) في ندوة ( تداعيات النظام الدولي الجديد على المناطق الهشة ) التي أقامها مركز نون للدراسات والحوار من مدينة الموصل بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات في دولة قطر الشقيقة .
المشاركة المباشرة إلكترونياً //
المناطق الهشة تحتل مساحة ليست بالقليلة وحسب التوصيفات الدولية ، فالمناطق الهشة تصل الى عشرات الدول احيانا ، ولكن بطبيعة الحال هناك تسلسل وسياق الى الهشاشة ، فالهشاشة تعتمد على معايير معينة فهي ليست فشل كامل للدولة ولكنها بمقدار النقص ببعض المعايير كما في قضية العنف كلما زاد العنف قلت الهشاشة وكلما قل العنف زادت الهشاشة ، والمؤسسات والوضع الأقتصادي كلها مسؤولة عن مدى هشاشة الدول ، والدول العربية لسوء الحظ تحتل موقع متقدم بهشاشة الدول فأول ثلاث دول هي (اليمن – الصومال –سوريا) والعراق هو بالمرتبة 20 دوليا والسادسة عربيا ، وهناك دول نراها متقدمة ولكن بها جزء من الهشاشة قد تكون فيها مشكلة اقتصادية او مشكلة مؤسسات كما في دول الخليج وان افضل دولة عربية هي الامارات العربية من حيث قلة الهشاشة ..
لذلك فأن مفهوم الهشاشة ليس كلمة مطلقة ولايمكن ان نعتبرها توصيف عن الدولة الفاشلة على سبيل المثال ، فالدول الفاشلة محدودة في العالم والآن اذا ما بدينا نربط هذا المفهوم بالنظام الدولي فأن النظام الدولي مر بمراحل متعددة واستقر بعد عام 1990 كان هناك القطب الواحد بعد انتهاء الحرب الباردة وعاش العالم بأشبة نهاية التاريخ وكأن العالم قد دان لقوة الولايات المتحدة وسيطرتها حتى بدأنا نتلمس هواجس عقود الصين وروسيا وظهور دول صاعدة مثل الهند وجنوب افريقيا وحتى تركيا شيئا ما ، وهذه الدول أصبحت على الأقل في المجال الاسيوي تعتبر مهمة وهنا سيصبح النظام الدولي معرض للاهتزازات ، ولذلك رأينا محاولات امريكية لأستعادة السيطرة ، والقضية لاتتعلق بحب السيطرة وانما تتعلق بالمصالح الكبرى وبذلت جهد وأموال كثيرة ..
والآن مهددة تهديد كبير للتنافس على الموقع الأول ولذلك نجد هناك محاولات منه أجل استعادة السيطرة حيث كانت هناك انتكاسة مباشرة بفترة ترامب ، حيث تراجعت العلاقات مع الدول الاوربية مثل المانيا ولمى تكن لديه اي علاقة وثيقة مع المؤسسات الامريكية التي وضعت هذه الأمور في تصورها والان بعد انهاء حكم ترامب هناك ترتيب خاص للعلاقة مع روسيا والصين يجري بتنسيق واضح ولكن مع ذلك لايمكن استغفال ان الإنسحاب من الشرق الأوسط لصالح الصراع مع الصين الذي بدأ في عهد ترامب ، ولانفترض ان ترامب مقصرا أبدا وبالتالي كان هناك استعداد للتفرغ الى جهد آخر ..
فحرب اوكرانيا اليوم لايمكن ان تعتبر صدفة فهو بالحقيقة قرار مقرر ومدبر حيث كان هناك ضغط لخلق هذه الحرب ، فلا ننسى أن رئيس الوزراء البريطاني في قمة اسكوتلندا في 2021 حيث استغل وجود أمير قطر واتفق معه بشكل غريب ومفاجى ليس له اي اوليات على ان تكون قطر هي الملاذ الوحيد النهائي للغاز الى بريطانيا وفي حينها 4 ناقلات محملة بالغاز السائل غيرت اتجاهها الى بريطانيا فما هي المناسبة التي تستدعي جونسن يستعين بقطر بوقت مبكر ..
حقيقة هذه سببها مجهول ولكن تبين لاحقا هناك اهتمام بريطاني بالموضوع وحجز الغاز قبل الآخرين وحتى الإنسحاب الأمريكي من افغانستان والصين تتهدد ، نعتقد ان هذه مرحلة انتقالية ودخلنا الآن الى نظام عالمي جديد ، فهل سيستمر على ماكان عليه بزعامة امريكية ام سيكون هناك شيئا اخر من الحرب ؟
فالحرب الأوكرانية هي صراع دولي وتأثيرها على العالم أصبح واضح جدا فبدأت بالطاقة ولم تنتهي عند الغذاء ، والدول العربية للأسف ليس لها مخزون كافي بسبب الفساد فجعل مصانع الحبوب تنفجر في بيروت ولم تتم معرفة الأسباب الى هذه اللحظة فالعراق خزينه يكفي لشهر حزيران المقبل فطن الحنطة يصل الى 500 $ اكثر من ضعف السعر وحتى الدول اذا ارادت الاستيراد ستنفق مليارات اضافية ستأخذها من حصة الصحة والتعليم ، وبالتالي سيأكل المواطن الخبز ويفقد التعليم فهذا واضح كم هي هشاشة هذه الدول وبالتالي فهي فشلت او أظهرت منذ البداية مظاهر الفشل فكانت مصر متحمسة لأنهاء الحرب وكانت محاولة يائسة .
وهنا اتكلم بالعكس كيف تؤثر هذه الدول الهشة على النظام الدولي وهل الضعفاء سيؤثرون؟
حيث جزء من الصراع يجري على أرضنا وجزءا منه يجري بنا وهناك انباء بأن ايران ارسلت الى روسيا اسلحة عن طريق العراق منها دبابات وقذائف فالغرابة لماذا يعطي العراق لروسيا وهذا يبين ان روسيا في مأزق لانها تستورد أسلحة وربما هي جزء من حرب نفسية او جزء من دعاية ضد روسيا ، وهناك اشخاص ذهبوا للعمل كمرتزقة بسبب الفشل في دولتهم فمهنة الارتزاق العسكري ونحن في بلداننا المهنة العسكرية او الاحتراف العسكري او القدرة على استخدام السلاح والقتل فهناك الكثير من فعلوها مثل سوريا والعراق قتلوا فعندما يذهب كمرتزق وهو ميت جوع في بلده فهو يذهب وهو يحلم بالمال اولا او يجد فرصة للذهاب الى اوربا ويصبح جزء من اللاجئين وهذا مستحيل وهذا نموذج بسيط لتدير الناس وكيفية المساهمة في الحروب الكبرى من خلال متطوعين ..
وايضا الشيء الثاني الصراعات التي تجري في دولنا مثل سوريا وهناك وجود فعلي لروسيا في بعض الدول الافريقية مثل ليبيا من خلال ” فاكنر” وتعمل مع الحكومة الروسية وتعمل لها في أفريقيا الوسطى والموزنبيق ، الى حد أن أفريقيا الوسطى هي التي حمت الرئيس ” فاكنر ” وجعلته يطرد الفرنسيين ، وكذلك مالي في أفربيقيا الوسطى كان هناك أصوات ولغتهم الفرنسية وجعلوا اللغة الروسية هي اللغة الثانية اعتزازا ” بفاكنر .”
ونحن اليوم نتكلم عن جزء مهم من هذه الحرب سبقته آليات الصراع ومحاولات تقارب كما يحصل في الحروب الباردة ، فهذه الحروب كانت تجنب القطبين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة .
والخلاصة هي/ أن الدول الفاشلة أو الدول التي على وشك الفشل هي في الحقيقة مصدرة للأزمات وتجري في أراضيها صراعات كانت مقدمات للصراع الدولي الراهن وستبقى أجزاء من هذا الصراع الدولي في دولنا ولذلك جزء من تجليات الصراع قد تحسم أو تتجلى في أراضينا