عملية (غصن الزيتون ) في عفرين : ثنائية المصلحة والامن القومي
د.محمود عزو
بدأت تركيا منذ السبت الماضي 20 يناير/ كانون الثاني عملية عسكرية أطلقت عليها اسم غصن الزيتون ، لتصفية وجود ما تسميه اذرع لحزب العمال الكردستاني في سوريا المتمثلة بوحدات حماية الشعب الكردية ، التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ، وترك لها النظام السوري مناطق شمال وشرق سوريا عبر اتفاقات في هذه المناطق تضمن بموجبها هذه الوحدات وجود شكلي للحكومة السورية ، ووضعت هذه الوحدات عبر تشكيل جديد سمي قوات سوريا الديمقراطية وعبر الدعم الأمريكي على ضفاف الفرات حتى مدينة الزور فضلا عن مناطق شرق الفرات الغنية بالنفط في الحسكة والقامشلي ، وتلقت دعما كبيرا لذلك لمواجهة مسلحي داعش وانتزعوا السيطرة منهم على اهم مدينتين وهي منبج والرقة السوريتين يضاف اليها السيطرة تعد وحدات الحماية الكردية الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي ، وتعتبر تركيا بان هذان التشكيلان السياسي والعسكري ليس إلا ذراع لحزب العمال الكردستاني والذي تخوض معه تركيا مواجهة عسكرية منذ ثمانينات القرن الماضي ، وتصنفه من المنظمات الإرهابية ، كما أن الولايات المتحدة وعدة دول أوربية تصنفه هذا الحزب كمنظمة إرهابية ، بيد أن الدعم الدولي لهذه الوحدات بدأ بالتوافد بعد إعلان التحالف الدولي لمحاربة داعش آب 2014 ، وتغاضى الدعم الدولي الاعتراض التركي على ذلك ، بالإعلان أن هذا الدعم موجه فقط لمحاربة داعش ولا يستهدف الأمن القومي التركي ، بيد أن أنقرة أعلنت مرارا أن هذا الدعم يصب في دعم العمال الكردستاني بطريقة وأخرى عبر انتقال السلاح والدعم التدريبي من هذه الوحدات إلى الداخل التركي للعمال الكردستاني ، وأدركت تركيا كذلك بأن الأسلحة التي تصل إلى هذه الجماعات لمواجهة جماعات الأصولية الدينية ، فإنها تشكل دعم بوجه آخر لجماعات قومية على اكبر السدود المائية في سوريا وهو سد الطبقة ..