السلم المُجتمعي : المقومات وأليات الحماية “محافظة
نينوى أنموذجا”ً
د. محمد وائل القيسي
تعد الحضارة الأنسانية من أهم نتاجات العقل البشري بجوانبه الإيجابية ، ويشكل الأنسان
محوراً جوهريا فيها، وفي ظل عالم سريع التغيير والتطور التكنولوجي في أن واحد، فقد نتج عن
ذلك تفاهم وتناغم أكثر بين مجمل شعوب المعمورة ، بعيدا عن الحروب و ويلاتها، كنتيجة أفضت
اليها هذه الحروب وأبعادها، أيا كانت دوافعها تاريخيا،ً سواءً دينية أم قومية أم مصلحية ، أو حتى
غرائزية، تلك التي دفعت شعوب أنسانية بأكملها نحو الهاوية، نتيجةً لغرائز حملها قادتها، كانت
غير عقلانية في تفكيرها السائر بعيداً عن سلوك طريق الحكمة ، مُفضلة السيف على الدرع .
لا شك في ان العالم يعج بمجتمعات مركبة قوميا ودينيا واثنيا،ً إلا أن جوهر الأنسانية كان
القاشم المشترك بينها، فضلاً عن الأنتماء للوطن الواحد أو الهوية الوطنية الواحدة، ولعل من أهم
المقاييس الأساسية لتقويم أي مجتمع في ظل التطور الحضاري الذي وصلته الانسانية في القرن
الحادي والعشرين، تشخيص حالة العلاقات الداخلية فيه، فسلامتها علامة على صحة المجتمع
وإمكانية نهوضه، بينما اهتراؤها دلالة سوء وتخلف، وهو ما يقودنا للبحث في موضوع مهم هو
السلم المجتمعي بشكل عام، وسحب الموضوع بعد ذلك على نموذج الدراسة الا وهو محافظة
نينوى ..