
على هامش الجلسة الحوارية لسبل تنشيط الحركة التجارية للمدينة القديمة واسواقها
على هامش الجلسة الحوارية لسبل تنشيط الحركة التجارية للمدينة القديمة واسواقها
سرمد كوكب الجميل
بدعوة كريمة من مركز نون للدراسات لحضور الجلسة الحوارية الساعة ١١ صباحا ليوم الثلاثاء ١١ شباط فكانت الجلسة، وانتظرنا للحادية عشرة والنصف ( كالعادة ) لتبدا واستمرت ساعتين غادرت بعد ما طالب ممثل سوق العطارين بغلق دكاكين العطارين باطراف الموصل ليعمل سوق العطارين في المدينة القديمة بكفاءة وقد حاول السيد رئيس البلدية إقناعهم بضرورة التوسع الافقي وان من يحتاج للمادة العطارية يمكن أن يشتريها من اي عطارة بالقرب منه دون الذهاب للمدينة القديمة فيضيف عبئا إضافيا، ولكن دون جدوى وغادرت القاعة وبين السيد رئيس البلدية الجهود الكبيرة تبذلها البلدية لتليية المتطلبات وحاول طرح وجهة نظره بامثلة منها سوق الاربعاء ومجمع الشواف لتنشيط استثمارات البلدية في المدينة القديمة.
ان سبل تنشيط الحركة التجارية في المدينة القديمة يجب النظر اليه بمنظور مختلف عما يطرح ( التفكير خارج الصندوق المقفل ) فتشكيل السوق لا يتم بأوامر إدارية او حكومية او بقرارات مجلس-تشريعي او ربما قرارات سياسية ولهذا لا بد من النظر من زاويتين الأولى السكان (المجتمع) وثانيا الحكومة واجراءاتها فمن ينشط السوق المجتمع يعني سكانها واذا كانت ما زالت تعاني من الخراب والدمار فلا بد من البحث في اسباب ذلك
١. هيكل ملكية العقارات التجارية والسكنية ( تعقيد الإجراءات الحكومية )
؛انها مسالة مهمة ومعقدة كون معظم مالكيها اموات ولهم ورثة من الايناء-والاحفاد واعادة البناء يعني قسامات شرعية وقيود نفوس وسندات عقار ومعاملات تستنزف جهد الورثة ولهذا معظمهم تركها.
٢. تهالك معظم الأبنية مما يستلزم بيعها او إعادة اعمارها وهذا يعني طريق غاية في التعقيد ويستنزف الأموال والجهود في ظل تعقيدات وإجراءات الأجهزة الحكومية .
٣. السوق يعني طلب وعرض ولا يمكن التأثير في تلك القوى لعودتها بعد أن استقر السكان وأصحاب المتاجر-والاعمال لتبحث عن رزقها فنشطت في موقعها الجديد.
٤. لا يمكن إعادة النمط المحفوظ في الذاكرة كما كان قبل ٢٠١٤ فالمجتمعات تتغير وتتغير سلوكياتها وانماط عيشها تبعا للظروف والتحديات
٥. تشير الدراسات أن نسبة ٧٠ بالمئة من سكان المدينة القديمة يرغبون بتركها والانتقال باتجاه الاحياء الجديدة للصعوبات ولمتطلبات الحياة العصرية
٦ . خلال السنوات الخمس استطاعت البلدية إكمال البنى التحتية للمدينة القديمة ولكن دون استجابة تذكر من أصحاب الأملاك للأسباب أعلاه
٧. ان العيادات الطبية والصيدليات قد وجدت لها مواقع مناسبة في مجمعات حديثة البناء واستقرت مما يعني ضرورة تجاهل هذا النشاط والبحث عن نشاطات أخرى مناسبة اذ-لم تعد ابنية المدينة القديمة صالحة لذلك ولم تعد فضاءات المدينة القديمة قادرة على استيعابهم.
لم تطرح مثل هذه الجوانب الجوهرية على الرغم من أن السيد رئيس البلدية وجدته متفهما جدا لما ذكرته انفا واشار اليه من بعيد او قريب وانه يملك رؤية واضحة تجاه المدينة ومستقبل المدينة القديمة
نماذج وبؤر استثمارية
شارع الكورنيش وباب الجديد وشارع سوق الشعارين وراس الجادة نماذج حية استطاعت ان تثبت اركانها كنمط للتفاعل الاجتماعي لم ياخذ النمط القديم المحفور-في الذاكرة
ما يؤشر أهمية ما كنت قد طرحته قبل سنوات ضمن مشروع التجديد الحضري لمدينة الموصل سنة ٢٠١٢ وكنت قد أطلقت عليه بالبؤر الاستثمارية في كل منطقة ويمكن اعتبار الجامع النوري-ومحيطه بؤرة استثمارية وسوق الاربعاء-ومبنى البلدية الجديد قرب باب لكش ومجمع المنيف في الميدان هي بمثابة بؤر-استثمارية واعدة على أن يترافق مع عمل جاد لتخفيف الإجراءات الحكومية في تصفية الملكيات ( التسجيل العقاري-والنفوس-والقسامات الشرعية والكهرباء-والخدمات البلدية …وغيرها ) وتبسيط الإجراءات الحكومية وفق القانون وتسهيل حركة النقل ومواقف للسيارات فمساحات الدور في المدينة القديمة تشكل اكثر من ٧٠ بالمئة من مساحتها مما يعني ان تفعيل حركتها التجارية بتشغيل دورها وتشجيع السكن فيها وحفزهم بالحوافز التي قد لا يجدها في مناطق أخرى…..!!
# شكرا للاستاذ-فواز الطيب على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال .
#شكرا لمركز نون للدراسات على الجهد والعمل الجاد لخدمة المدينة .
إرسال التعليق