مشاركة الأستاذ الحواس تقية (الحرب الأوكرانية ديناميات التأثير في الدول الهشة بالمنطقة العربية
) في ندوة ( تداعيات النظام الدولي الجديد على المناطق الهشة ) التي أقامها مركز نون للدراسات والحوار من مدينة الموصل بالتعاون مع مركز الجزيرة للدراسات في دولة قطر الشقيقة .
المشاركة المباشرة إلكترونياً //
الهشاشة ببساطة تجدونها في العلب يعني أنها قابلة للكسر وتفقد شكلها وهناك أيضا كائنات تزداد قوة ومتانة من كثرة الصدمات والدول الهشة هي التي لاتتحمل الصدمات لأن الصراعات تغلب على العلاقات التعاونية فيما بينها ، فالهشاشة ستجري بالتدخل الخارجي أم لأننا مناطق رخوة سهلة النفاذ بالنسبة للقوة الخارجية ، خاصة اذا كانت قوى كبرى ، وأن القوة الموجودة داخل هذه الدول تغلب على علاقاتها الصراع فتبدأ تستعين بالخارج للغلبة على الصراعات الداخلية والصراع الداخلي كما يجري في العراق وهو الاستعانة بالخارج من أجل النفوذ الداخلي ، أو من أجل توسع السلطة في المؤسسات الاقتصادية والسياسية والأمنية .
والدولة هي الكائن او الكيان الإجتماعي الذي يحتكر شرعية العنف فهذا يؤدي بنا الى الصراع الجاري ، وهناك نظام دولي جديد ولكننا نعلم أن المؤسسات الرئيسية هي مؤسسات غربية ، فالقواعد العامة التي وضعها الغرب هي النظام الدولي الجديد كما قال لافروف وكأنة يحشر حوله الهند والصين وبهذا يقول لهم إذا انتصرنا في اوكرانيا ، فالذي سينشأ بعد ذلك هو نظام متعدد الأقطاب ، وسيكون لكم فيه دور وبإدارة شؤونه دور .
فهل هذا تسويق أو تبرير لهذه الحرب ، وهناك مؤشرات تقول أن العكس هو الذي يحدث فدعنا نعطي مؤشرات على المستوى السياسي والأمني والمالي ، فعلى المستوى السياسي نرى بأن هذا التماسك الغربي سواء في التصويت فأن الكتل متماسكة كما في المانيا وغيرها عسكريا ، ونرى أن الدول التي تريد الإنضمام الى الحلف الأطلسي تزداد وبوتن يريد لهذا الحلف أن ينهار ويتلاشى ، والذي حدث هو العكس ازداد والحلف الغربي المتمثل بالنيتو ازداد .
أما على المستوى المالي فنرى أن الدول الغربية تمثل الحنفيات المالية اذا قرر هناك دول لاتستطيع ان تخرج من المنظومة المالية فالغرب يستطيع ان يقرر ذلك فقرروا ان هناك عدد من البنوك الروسية خرجت نهائيا من المنظومة المالية وروسيا تعاني الآن ، وظهر ذلك في الانهيار الذي حدث في قمة الروبل وبهذا فأن الغرب هو الذي يمسك بزمام الأمور .
أما على المستوى السياسي فالغرب هو متماسك ، وكما نعلم أن الغرب هو( كندا / اوربا / الولايات المتحدة /استراليا / اليابان) ، وعلى المستوى العسكري فالحلف الاطلسي يزداد الآن جاذبية وهناك دول مثل فنلندا والسويد تريد الإنضمام اليه وزادت مهامه ومسؤلياته ومصروفاته ، فالغرب يزداد تماسكا وقوة في حين الذي نراه أن روسيا تعاني من الحصار ، فالصين تخشى من العقوبات الدولية وهناك تقارير بأن روسيا اليوم غير قادرة على تسديد ديونها لأن الغرب جمدها ، فهل الغرب يتراجع أم يزداد تماسكا وجاذبية وقوة ، والحرب لاتزال جارية فليس من المؤكد ظهور نظام دولي جديد ، وقد يكون يظهر النظام القديم فماذا يعني ذلك بالنسبة لمناطقنا ؟
الذي يجري أن الوضع يبقى جاريا ، وروسيا لم تستلم بعد ، والصراع موجود بعد ، وإن تدخل روسيا في سوريا لدعم ايران تم بطلب ايران على القوى الروسية ، لأن ايران تحتاج من يدعمها ويسندها خارجيا ، فروسيا تكون معنية للاستعانة بالسوريين للقتال بجانب جنودها ، وهناك رعاية تمت ، وروسيا استعملت الإتفاق النووي لأنها تحاول فك الخناق المفروض عليها ، وروسيا ستحول هذا النفاذ في هذه المناطق حتى تستنزف في مناطق أخرى وتخفف الضغوطات المفروضة عليها في اوكرانيا ، فهذه المناطق ستتأثر ولكن في المدى القريب سيكون هناك صراع في هذه المناطق لأن روسيا ستعمل على فك الخناقات ، اضافة الى هؤلاء الحلفاء ، فايران ستكون مكشوفة ومرعوبة في سوريا لأن اذا عادت روسيا قوتها في سوريا فالمشكلة ستكون أن القوات الايرانية ستكون مكشوفة امام القوات الاسرائيلية لأن ايران تدافع عن سوريا وكذلك تبعد اي اقتراب مع العراق فإذا انهزمت روسيا ستنكفئ على نفسها وترجع عدد من قواتها وستكون ايران قلقة لأنها تفقد حليف ، وهذا في نفس الوقت هناك منافس اقليمي اذا انهزمت روسيا واستنزفت في حرب اوكرانيا ، فتركيا الآن زاد عليها الطلب في الحلف الاطلسي لأنها الدولة التي تمسك بالمنافذ البحرية وقد أظهرت ذلك ، كما هي تمد اوكرانيا بالطائرات ومع استمرار هذه الحرب ستتغير الموازين مع العراق لأن هذا سيزيد من قوة تركيا وبذلك حلف النيتو ستزداد حاجته الى تركيا وسيعمل على مكافئتها لإحاطتها بروسيا ، وهذا سيضعف ايران وسيقوي من تركيا ، وأحد مجالات التحرك التركي هو العراق لأنها كدولة هشة وقابلة للنفاذ وفي نفس الوقت طالبة للقوى الخارجية ، والموصل هي إحدى الجبهات العزيزة على تركيا وهي المنطقة التي تتملص من النفوذ الإيراني وستكون المنطقة مقبلة على صراع وستتغير موازين القوى ، وسيجعل الصراعات الداخلية أيضا تختل فالمنطقة مقبلة على صراعات ليست بالقصيرة .