تركيا والتصالح مع مصر
الاسباب والنتائج
د. حامد محمد طه السويدانًي
جامعة الموصل
كلية التربية للعلوم الانسانية
متخصص بالشؤون التركية
من المعلوم بأنه منذ تاسيس جمهورية تركيا الحديثة على يد مصطفى اتاتورك عام 1923 وضعت الحكومة التركية مبادئ السياسة الخارجية الا وهي التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية والعالم الاوربي ولاحقا في العام 1948 الاعتراف باسرائيل واقامة تحالف استراتيجي وكذلك الانضمام الى حلف شمال الاطلسي 1953 وحسم امرها واايدت الرغبة والعمل بان تكون جزء من الاتحاد الاوربي (وهذا حلم لن يتحقق باعتمادي) ويمكن الاشارة بان في السياسة التركية هناك ثابت ومتغير فالمتغير هو في سياسة تركيا هو الشرق االوسط والدول العربية اما الثابت فهو التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية واروربا واسرائيل وما يحدث من اختلاف وجهات نظر مع حلفاؤها هذا لا يعني ان هذا متغير فتركيا لا تستطيع ان تتمرد على القوى العظمى لانها مكبلة بالقيود وامريكا واسرائيل متغلغلتين في تركيا سياسيا واقتصاديا وامنيا ففي تركيا (26)قاعدة عسكرية امريكية واجهزة تصنت ورادارات على الاراضي التركية موجهة ضد الاتحاد السوفيتًي (السابق) وروسيا (حاليا) وكذلك متغلغلة اقتصاديا من خلال الاستثمارات والديون والعلاقات الخارجية وهناك مقولة رائعة للدكتور فارس تركي المتخصص بالشؤون الامريكية (ان تركيا واسرائيل اهم حليفين للولايات المتحدة الامريكية فاسرائيل اخذت كل شًيء ولم تعط اي شًيء اما تركيا فتعطًي كل شًيءولم تأخذ شًيء) وهذا يعني بان السياسة التركية هي حصان طروادة للسياسة الغربية فالعالم الاوربي دائما يتخلى عن تركيا فعلى سبيل المثال عندما حصلت الازمتين القبرصتين االولى 1963 والثانية عام 1974 نرى ان الولايات المتحدة والعالم الاوربي وقف بجانب اليونان مهد الحضارة الاوربية القديمة مما جعل تركيا تعيد علاقتها مع الدول العربية وتتود لهم لينقذونها من ازمتها (وهذا السلوك يدخل ضمن المتغير الذي ذكرناه سابقا)في الازمة القبرصية 1974..