الدور الاقليمي المتنامي لتركيا ” .. المحركات .. القيود .. الآفاق

أقام مركز نون للدراسات الإستراتيجية ندوة عن ، ” الدور الاقليمي المتنامي لتركيا ” .. المحركات .. القيود .. الآفاق ” ، ضمن نشاطات شهر رمضان المبارك يوم الاثنين 21
رمضان 1442 3 مايو 2021 وبواقع محورين ” التنافس الايراني التركي في المنطقة صراع
أم توافق ” بورقة بحث للباحث والمحلل السياسي كاظم ياور ، والمحور الثاني كان تحت
عنوان ” الدور التركي على ضوء متغيرات المشروع الامريكي _ الاوروبي في المنطقة “
بورقة بحث للمحلل السياسي النائب السابق نبيل حربو

أدار الجلسة مدير عام مؤسسة الغد فواز الطيب ، وبحضور نخبة من الأساتذة الباحثين
والمثقفين والسياسيين في حوار معمق للدور التركي في العراق والمنطقة شارك فيه الأساتذة
الحضور مع الباحثين ياور وحربو . وقال الطيب ، الدور الاقليمي المتنامي في تركيا يتناول محورين مهمين بهذا الخصوص ،
والكل يعرف الدور التركي في المنطقة يتنامى في سوريا والعراق وبالنسبة لتركيا لها تأثيرات
على كل المكونات في العراق سواء عند الكرد او التركمان

الدور قد يتناغم مع الموقف الدولي
والاقليمي والمحلي داخل تركيا او العراق
هذا الموضوع لايصح ان نهرب منه كما
هو الدور الايراني والامريكي وهناك
تدخلات كثيرة في الموضوع من روسيا
وفرنسا ‘ وامريكا تدعي الانسحاب من
العراق فمن سيسد هذا الفراغ إذن هناك
صراع فيجب أن يكون لدينا دور لتشكيل
رؤية في هذا الموضوع مابين الاساتذة
والمحاضرين جميعا لنخرج برأي عام
وعقل جمعي ويكون تأثير ذلك على
مصادر القرار في العراق

وعن أهم ما تحدث به الباحث والمحلل السياسي كاظم ياور في ” التنافس الايراني والتركي
في المنطقة صراع أم توافق ” ، ونحن اليوم في هذه الجلسة الحوارية نتحدث عن الصراع
ذات طابع متناهية التعقيد والمتشابك بين الدول ، ونتجنب الخوض في دخول مفهوم ظاهرة
الصراع النفسي والاجتماعي والفردي أو فئاتي بالنسبة لطبقات مجتمعية ، فتعد ظاهرة
الصراع الدولي إحدى الحقائق التي تحكم الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للوجود
البشري ، ونتيجة لتعدد أبعادها وتداخل مسبباتها ومصادرها وتشابك تفاعلاتها وتأثيراتها
المباشرة وغير المباشرة ، أضحت هذه الظاهرة تنفرد عن غيرها من الظواهر بأنها دينامكية
بالغة التعقيد .
لقد انعكس الصراع العراقي الايراني على دور اقليمي مهيمن، اذ ي عد من اهم الملامح التي
ميزت العلاقات الثنائية فضلا عن ما ترتب على ذلك من تداعيات اقليمية وحتى دولية ، حيث
برز العراق بقوته العسكرية وامكانياته الاقتصادية الكبيرة، في حين تميزت ايران بقوة فكرها
الثوري كأنموذج قابل للتصدير لحماية الثورة، وفي خضم هذه القدرات والامكانيات اندلعت
الحرب بين البلدين في عام ١٩٨٠
لتنتهي في عام ١٩٨٨ دون توقيع
معاهدة سلام، بل قبول الطرفين لقرار
مجلس الامن الدولي ) ٥٩٨ ( والذي
اقر وقف اطلاق النار في عام ١٩٨٨
لذلك بقيت عدة بنود جوهرية غامضة
للطرفين خاصة فيما يتعلق بترسيم
الحدود والسيادة على شط العرب
وبقيت العلاقات الايرانية العراقية
متوترة بمرور الوقت باعتبار ان كلا
الطرفين لهما وزن اقليمي في المنطقة
ويسعى كل منهما الى بسط نفوذه الاقليمي كي يصبح القوة المتفوقة على حساب الاخرى

نتائج والخلاصه : وصلنا إلى مرحلة تقييم وقياس مفاهيم ودلالات مصطلحات التي أوردناها
في بداية الموضوع ، فنقول : ليس من الصواب أن يكون الجواب بنعم أو لا ، للمفاهيم
المصطلحات ) الصراع ، التنافس ، التوافق ( وكذلك ليس من الصواب أن نقول كل علاقة
ايران وتركيا في العراق هي صراع أو تنافس أو توافق ، بل الصحيح ، أن هناك مواضيع
وملفات منها ممكن إطلاق الصراع عليها ، ومنها ممكن تسميتها بالتنافس ، ومنها ممكن القول
عليها بإنها توافق بين الدولتين .

وفي المحور الثاني ، ” الدور التركي والشرق الأوسط في ظل المتغيرات الجديدة ” تحدث
النائب السابق نبيل حربو قائلاً : يلقى الدور التركي وتصاعده المستمر بأثره على تغيرات
القوى في منطقة الشرق الأوسط طوال السنوات القليلة الماضية وباتت سياسات تركيا محط
اهتمام لشعوب ودول ومجتمعات الشرق الأوسط ومنها المنطقة العربية والأسلامية بعدما تزايد
معدل المكون العربي والأسلامي حضورا في معادلة السياسة الخارجية التركية وترابط ذلك
مع تقاربها تجاه المنطقة بأستدارة ناعمة تارة وصلبة عسكرية تارة اخرى خاصة بعد قناعة
تركيا ان الرهان على امريكا والغرب لعقود طويلة لم يحقق الطموح المطلوب وبذلك فأن
محددات الدور التركي في الشرق الاوسط يمكن تلخيصها بالأتي

1- التحول الأستراتيجي :-
تركيا عازمة على التخلي عن المقاربة التقليدية التي اعتمدتها في سياستها الخارجية القائمة
على التوجة الكلي نحو الغرب وتكريس جوانبها الدبلوماسية لتوطيد العلاقة مع الأتحاد
الأوربي والولايات المتحدة .
2 – جدلية العلاقة مع العرب :- تواصل تركيا ابراز قوتها لجيرانها من الدول العربية وخاصة سوريا والعراق لكبح جماح
الاكراد ولاسباب اخرى مثل احقية تركيا في نفط كركوك ولواء الموصل، وكذلك تواصل
تركيا تدخلها في ليبيا في مواجهة اطراف من الدول العربية مثل مصر والامارات والمنضمة
الى المعسكر الاوربي المتمثل بفرنسا واليونان بشكل مباشر وروسيا بشكل غير مباشر خاصة
وان هناك صراع كبير في شرق البحر المتوسط على موارد الطاقة وكذلك صراع ومقاومة
تركية لاتفاق الغاز المبرم بين اليونان وقبرص واسرائيل ومعهم الامارات ومصر وكذلك
تتمركز القوة العسكرية التركية على اراضي الدولة الخليجية الحليفة قطر لمساعدتها في حماية
نفسها وردع خصومها من دول التعاون الخليجي .
3 – الساحتين الاقليمية والدولية :-
اقليميا تنظر تركيا الى اسرائيل على انها خصم قوي يهدد المصالح التركية والاسلامية ويروج
لايديلوجيا معاكسة للايديلوجيا التركية على الرغم من العلاقات الجيدة بين الدوليتن وبذلك
يعترف اردوغان بالقوتين العسكرية والسياسية لاسرائيل خصوصا وأن لاسرائيل علاقات
سياسية واقتصادية وعسكرية قوية مع امريكا والاتحاد الاوربي وروسيا .

الصحوة القومية التركية :-. باشرت الدولة التركية الحديثة بالتوجه نحو أبناء القومية التركمانية في الشرق الأوسط والقوقاز


والجمهوريات التركمانية المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي باهتمام واضح وملموس في
الجوانب السياسية والعلمية والثقافية والمهنية وكان لهذا التوجه تأثير كبير خاصة بين تركمان
العراق وسوريا حيث استقطبت تركيا المئات من طلبة الجامعات لإكمال الدراسات العليا في
الجامعات التركية ودمجهم في الأوساط العلمية والثقافية والإعلامية والصناعية بعد حصولهم
على الشهادات العليا ،كما تمكنت تركيا من تأسيس وتنظيم أحزاب سياسية قومية عديدة سواء
في العراق أو سوريا وتمكنت هذه الأحزاب من الحصول على المقاعد البرلمانية والمناصب
التنفيذية العليا بحكم نجاح هذه الأحزاب .

 

المداخلات :
د . ادريس كاريتاني/ أستاذ جامعي
قبل 2002 تركيا ليس لها أي تاثير على الشرق الأوسط ، اما بعد 2002 تركيا عندها رؤية
سياسية واضحة ، فتركيا صاحبة قضية عثمانية ، ولديها خطاب سياسي واضح ، وتخطيط
لمدة 50 سنة مابعد 2002 . هذا الصراع دخل الى سوريا وكردستان وقبرص وأذربيجان وقبرص وكل هذه الذرائع تدل
ان لتركيا خطة واضحة سياسية ، والسؤال لماذا ليس لديها خطة ولا تأثير على العراق ؟ ! شيروان الدوبرداني/ نائب برلماني
الصراع في العراق صراع اقليمي ودولي ايضا ويتأثر قرار السياسة في العراق بهذا الصراع
بسبب وجود هيمنة من الجارة ايران وتركيا والسعودية وايضا هناك تدخلات دولية وعلى
رأسهم امريكا . اليوم القرار السياسي في بغداد متأثرا كثيرا بهذه الصراعات الموجودة بين )تركيا وايران(
)السعودية وتركيا( )امريكا وايران( )امريكا وتركيا( في السنين التي مضت شاهدنا عدة
صراعات او توافقات بين عدة دول على مصالحها اذا كانت اقتصادية او تمس الأمر الدولي
. كامران خوشناو /باحث
تركيا وايران وريثتين للامبراطورية الصفوية والعثمانية ويريدون ادارة المنطقة حسب
مصالحهم واهدافهم ويحاولون الان جعل نقاط التماس قليلة جدا مع ارائهم وافكارهم تختلف
حيث ان المعركة الحقيقية ليس في العراق وانما في جمهوريات القوقاز لان هذه الجمهوريات
القوقازية بالمذهب شيعية وبالاثنية هي تركية . حيث ان اردوغان القى قصيدة في باكو )اذربيجان( اثناء تحرير اذربيجان فالخارجية الايرانية
قامت باستدعاء السفير التركي

ايران وتركيا في القرن العشرين كان لديهم ميثاق بغداد وحلف السنتو وكان لديهم تاريخ
مشترك . مخلص بابا كور/ باحث
ايران لديها مشروع تاريخي سياسي وكوني وتركيا ايضا لديها مشروع
فالمشروعان ينبعان من تاريخ قديم وبالرغم من وجود توافق بين تركيا وايران حاليا ولكن
يوجد حب للصراع .
علي البدر /كاتب ومحلل سياسي
لايختلف اثنان على ان تلك الدول تشكل امتدادا لدول وامبراطوريات سابقا وجرى انتزاع
السلطة منها بالاكراه واضعافها وجعلها تتقوقع في المناطق الجغرافية وهي تركيا وايران
حيث ايران توجهها شيعي في اكثر من دولة واكثر من منطقة . وتركيا توجهها سني واحيانا تميل لاستخدام القومية لتحقيق اغراض معينة ولكن في الوقت
الحالي جميع المعطيات لاتشيرالى حدوث ازمات وصراعات بسيطة بسبب تساوي الامكانيات
التي تمتلكها كل دولة