مصر و تركيا صراع بلا نهاية

الباحث في الشؤون الاستراتيجية / محمد اليمني

 

مصر وتركيا كانت تتمتع كلاٍ منهما بعلاقات جيدة قبل 2013 علي المستوي السياسي والإقتصادي ولكن بعد هذا التاريخ شاهدنا اضطربات في العلاقات وتصريحات هنا وهناك، تارة من تركيا تطلب من مجلس الأمن فرض عقوبات علي مصر وأن الحكومة المصرية غير شرعية، ومصر أيضاً بأن تركيا تدعم الإرهاب في المنطقة بدعمها للإخوان المسلمين تارة، أردوغان كان يحلم بمشروع الدولة العثمانية ترجع من أول وجديد إلي الوجهه ولكن هذا لم يحدث وشاهدنا ماذا حدث في تونس وليبيا ومصر وسوريا.

أدوات تركيا في المنطقة تنقسم إلي ثلاث أقسام:

أولاً المصالح المشتركة بينها وبين أمريكا في منطقة الشرق الاوسط

ثانياً أن تكون تركيا من الدول العشرة الأقوي في العالم

ثالثاً نزاعات وترسيم الحدود البحرية في بحر الأبيض المتوسط

تركيا تستورد أكثر من 99 في المئة من النفط والغاز سواء من من العراق وإيران وروسيا، ولكن هي تفكر في الأونة الأخيرة أن يكون لها مشروع يخص أمن الطاقة، هذا يحدث عندما يكون لها نفوذ علي البحر الأبيض المتوسط وأيضاً بحر إيجه مع اليونان.

تركيا دولة قوية في المنطقة وأمريكا لن تقدر تستغنى عنها في الوقت الحالي لعدة أسباب منها:

1-ورقة قوية جداً لدي الإدارة الأمريكية في المنطقة

2-تركيا تلعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا بخصوص تصدير الحبوب أو ما شبه ذلك

3-تركيا بعد القمة الثلاثية تحتاج إليها أمريكا بمعني أن روسيا وإيران يحاولون الضغط علي تركيا ، و التسوية مع الرئيس بشار الأسد ، وجون بايدن لا يريد هذا أبدأ في الوقت الراهن، وروسيا بهذا تكون حققت نجاح علي أمريكا.

أما مصر الماضي مختلف تماماً عن مصر الحاضر ؛فمصر الماضي كانت من أقوي الدول في الشرق الأوسط فعلياً وليس كلاماً الآن هي تعني اقتصادياً سياسياً اجتماعياً ، برغم أن يوجد أعظم نعمة لا تقدر بثمن ألا وهي نعمة الأمن والأمان.

ولكن هذا لا يكفي الشعب المصري ؛فكان يطمع في أكثر من ذلك حياة كريمة بكل ما تحمله من معنى، إذا نظرنا في الدول المتقدمة مثل الصين أو اليابان أول شئ يستثمرون فيه هو الإنسان، الإنسان ثروة كبيرة جداً لابد من استخدامه في مجالات الحياة!و يوجد عندنا نماذج رائعة في كل المجالات بفضل لله.

مصر داخلياً تعني وكل الأشقاء العرب وخاصة دول الخليج بدأُوا بالبعد عن مصر وهذا ظهر في خطاب الرئيس السيسي منذ أيام في مؤتمره الإقتصادي.

لهذا أردت أن أكتب بعض النقاط المهمة في هذا السياق ؛حتي يفهم القارئ أهم النقاط.

نقطة وأول السطر ليبيا ومن الذي لديه نفوذ أكثر أقول لكم تركيا لديها نفوذ علي معظم مؤسسات الدولة وأخيراً هذه الإتفاقية التي تم توقعها بين الجانب التركي والجانب الليبي المتمثل في عبد الحميد الدبيبة المنتهي ولايته، مصر حاولت كثيراً في تقارب وجهات النظر ،ولكن هذا لم يحدث حتي الآن وكان ومازال داعم لكل مؤسسات الدولية الشرعية منها مجلس النواب وأراد بدخول فتحي باشاغا إلي الوجهه وينافس الدبيبة ويكون له ثقل في ليبيا ،ولكن كلنا شاهدنا ؛ما الذي حدث بينهم البعض ؟ قتل وحرق فتراجع باشاغا حقناً للدماء.

أهم النقاط الخلافية بين مصر وتركيا: دعم تركيا للإخوان المسلمين حتي الآن من خلال القنوات التي تُبث هناك من تركيا وتهاجم النظام ليل نهار، النقطة التي لم تتأثر منذ عام 2013 حتي الآن، الإقتصاد بين البلدين. وهذه نقطة محورية في صلب الموضوع، حاولت تركيا مراراً وتكراراً يكون بينها وبين مصر إتفاق يخص ترسيم الحدود البحرية وحاولت تركيا إقناع الجانب المصري بهذا الإتفاق، لم تقتنع تركيا وفي وقت من الأوقات وصف وزير خارجية مصر بأن تركيا ليس لديها من المصداقية مالم يتم الإتفاق عليه بين الطرفين.

بعد اتفاقية 2019 التي تم توقعها من قِبل تركيا وحكومة الوفاق بقيادة السراج ذهبت مصر ،وتم منتدي البحر الأبيض المتوسط في 2020 الذي ضم مصر وفلسطين والأردن واليونان وقبرص وإسرائيل بخصوص كيفية الإستفادة من التنقيب عن الغاز والنفط في بحر الأبيض المتوسط ،وكان الدعم الكبير من أمريكا وفرنسا آنذاك.

قبرص واليونان وإسرائيل ضيقوا الخناق على تركيا في 2020 بأن الغاز والنفط في منطقة البحر الأبيض المتوسط لا تمر إلي تركيا.

هذا أغضب كثيراً الجانب التركي فأرسلت سفن عن تنقيب وسفن بحرية ،وفي وقت من الأوقات اوقات أرسلت مسح زلزالي.

أخيراً: المشاكل مرتبطة ببعضها البعض ومتشابكة ببعضها البعض لابد تغيير السياسية المصرية حتي ترجع إلي السيطرة في معظم الملفات الخارجية وتقريب وجهات النظر وكما نعلم في السياسية لا يوجد صديق دائم ولا عدو دائم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *