مسرور بارزانی يفوز سياسياً بالسباحة ضد التيار
فواز الطيب
حماية مصالح الشعب فضلاً عن الثقافة والقيم العليا لمجتمع كوردستان ليس بالأمر الهين وسط تلاطم الأمواج السياسية الطائفية والمكوناتية وبضغوط المصالح الإقليمية والدولية بالإضافة الى مشاكل بين الحزبين الكرديّين الرئيسيين ، وبعراق ضعيف تتقاذفه حمى الحرب الأهلية بكل جماعاتها المسلحة خارج سيطرة الدولة وبشكل اوضح بحكومة فاقدة لوحدة القيادة والسيطرة الوطنية . ومن هنا واجهت حكومة إقليم كردستان بقيادة السيد مسرور بارزاني 2019 / 2023 تحديات كبيرة وعصيبة وخاصة تحدي فيروس كورونا والأزمة المالية والتي عصفت بالإقليم، وتفاقمت بعد أن قطعت الحكومة الإتحادية المستحقات الدستورية لإقليم كوردستان .
وربما تحدي إضعاف إقليم كردستان من قبل جهات محلية وإقليمية واستخدام المحكمة الاتحادية في بغداد كعصا ضد الاقليم وقطع الموازنة كاملة هو أهم ملف واجه حكومة السيد مسرور بارزاني ولكنه تجاوزها بحنكة سياسية دون أن يتنازل عن أي حق من حقوق شعب كوردستان ، وأحكم السياسة النفطية وتجاوز الشكاوى في المحاكم الدولية ، وحل إشكالية الديون المتراكمة ، ومعضلة إدخار الرواتب ، وقلل من ديون الإقليم من 32 مليار دولار الى 28 مليار دولار، كما تمكنت حكومته من دفع رواتب الموظفین لجمیع أشهر السنة .
ورغم كل العراقيل، حققت التشكيلة الوزارية التاسعة، إنجازات مهمة في جميع القطاعات، سواء على صعيد تطوير القطاع الزراعي والسياحي والصناعي والتجاري ، ورقمنة مؤسسات الإقليم الذي يسهل الأمور والمعاملات على الحكومة والمواطنين ، فكان شعار الحكومة منذ البداية تحسين الخدمات وتقديم كل ما هو أفضل للمواطنين في إقليم كوردستان ، وفعلاً نجحت في ذلك .
كما وضعت الكابينة التاسعة الإقليم على بداية طريق الإعتماد على الإنتاج المحلي وتشجيع الناس على العمل والإعتماد على مبادراتهم وليس على التوظيف في الحكومة ، فلم يكن الإعتماد كليا على النفط بل الإعتماد على تعدد الواردات المحلية ، فقد وصل عدد المشاريع التي نفذت في هذه الأربع سنوات الى 3425 مشروعاً ، بتكلفة وصلت الى ما يقارب 13 ترليون دينار عراقي ، وهو عدد وتكلفة فوق التصور في ضوء التحديات والمشاكل التي واجهت حكومة السيد مسرور بارزاني .
وعلى مستوى العلاقات مع الحكومة الإتحادية والعلاقات الدولية والإقليمية ، كان هناك تطور وتوسع واضح من خلال مؤتمرات ومعارض دولية ومهرجانات أقيمت في الإقليم وبحضور دولى ومحلي على مستوى عال وكبير وبشكل واسع أعطت المجتمع الدولي ثقة أكبر للإستمرار بالتعاون ودعم الإقليم سياسياً وإقتصادياً وثقافياً ، ساعدهم في ذلك إستمرار تطور البنى التحتية التي تطورت بشكل كبير وملفت في السنوات الأخيرة .
ولهذا قلت مسرور بارزانی يفوز سياسياً بالسباحة ضد التيار، ووضعَ الإقليم على ساحل الأمن والأمان ضد كل التحديات المحلية والإقليمية والدولية بكل تعقيداتها والصراع الذي يجري بكل إتجاهات إقليم كردستان . فما بالك إذا كان التيار معه كيف ستكون الإنجازات ؟ هذا ما ستفرزه الظروف في المرحلة القادمة .