الاخبار

مركز نون للدراسات الاستراتيجية والحوار ينظم ثلاث جلسات نقاشية مع التركية والخليجية حول مشروع طريق التنمية  

يعد مشروع «طريق التنمية» العراقي، من المشاريع الاستراتيجية المهمة الذي يعمل العراق على إنجازه، اذ وقع الأخير مذكرة تفاهم رباعية بتاريخ 22/ ابريل/2024 بين العراق وتركيا وقطر والإمارات للتعاون في “مشروع طريق التنمية”، والذي يمتد على مسافة 1,200 كيلومتر، ويهدف إلى توفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل للمواطنين في مجالات البناء والنقل والصناعة، ما يعد جزءاً مهماً من الجهود الوطنية لمكافحة البطالة وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد. بتكلفة إجمالية تبلغ 17 مليار دولار، يجمع المشروع بين شبكة سكك حديدية حديثة وطريق سريع يمتد من جنوب العراق إلى الحدود التركية.

وعلى الرغم من أهمية هذا المشروع الا ان الأخير يواجه جملة من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية والإقليمية التي تُثير الشك إمّا في جدواه، أو في إمكانية تنفيذها، او في توقيته بسبب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ووفقا لذلك عمل مركز نون للدراسات الاستراتيجية والحوار على تنفيذ مشروع بحثي علمي بالتنسيق بين المراكز العراقية والتركية والخليجية، عبر لقاءات تنسيقية وبحثية من اجل الوصول الى أنجاز اوراق سياساتية توضع امام صناع القرار في البلدان المشاركة والمنضمة الى مشروع طريق التنمية.

اذ نظم مركز نون للدراسات خلال شهر سبتمبر وفبراير /2025 ثلاث جلسات نقاشية افتراضية عبر برنامج (zoom) مع مركز الخليج للأبحاث ومركز دراسات الشرق الأوسط (اورسام) التركي، ومركز الجزيزة للدراسات، بمشاركة مجموعة من الباحثين العراقيين عبر تنسيق مع مركز نون للدراسات وهم؛ د.علي اغوان، د. فراس الياس، د. مهند الراوي، د. مصفى الطالب، د. محمود النجار، والباحث مازن الصفار، وباشراف الأستاذ فواز الطيب المستشار في مركز نون.

في الجلسة الأولى الذي نظمها مركز نون مع مركز الخليج للأبحاث اشاره د. عبد العزيز بن صقر رئيس المركز الى طبيعة العلاقات السعودية العراقية، مؤكد على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لهذه العلاقات وتأثيراتها على منطقة الخليج والشرق الأوسط، ولما يمكن أن تقوم به المملكة العربية السعودية من أدوار في تعزيز المشاريع التنموية بما يحقق الأمن والاستقرار لكافة دول المنطقة. لافتا الى إمكانية ربط موانئ السعودية الى مشرع طريق التنمية عبر “جديدة عرعر”، موضحا ان السعودية تنظر الى المشروع بانه مشروع استراتيجية يربط الشرق بالغرب، ويعزز استقرار المنطقة والعراق ككل.

اما الجلسة الثانية فكانت بين مركز نون للدراسات ومركز اورسام التركي عبر مشاركة مجموعة من الباحثين من كلا الجانبين، اذ اكد قدري تيميز رئيس المركز على أهمية المشروع موضحا رؤية تركيا لمشروع طريق التنمية وخاصة بعد التغيير وسقوط نظام الأسد في سوريا، مع التركيز على أهم الملفات التي تمثل تحديا لمشروع طريق التنمية، والمتمثل في ملف المياه وملف تنظيم حزب العمال الكردستاني (pkk)، فضلا عن التحديات الاقتصادية التي تواجه العراق وملف التغيير السوري، ولفت د. قدري تيميز أن نجاح مشروع طريق التنمية سيزيد من تطور العلاقات بين العراق وتركيا بل والدول المشاركة فيه، كون أن المشروع سيريد العلاقات بين الدولتين اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، ونجاح المشروع سينعكس إيجابا على المنطقة ككل.

اما الجلسة الثالثة فكانت بين مركز نون ومركز الجزيرة للدراسات والذي مثلها د. لقاء مكي، اذ شرح رؤية قطر لمشروع طريق التنمية وخاصة بعد التغيير وسقوط نظام الأسد في سوريا، مع التركيز على اهم الملفات التي تمثل تحديا لمشروع طريق التنمية، والمتمثل بالتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجه العراق فضلا عن ملف التغيير السوري، ولفت د. لقاء مكي ان مشروع طريق التنمية يعد من المشاريع الجيوسياسية المهمة في المنطقة من الناحية النظرية ولكن في الواقع يواجه المشروع تحديات امنيا، متمثل بالفصائل المسلحة وانتشار السلاح المنفلت ووجود (pkk) في شمال العراق، جميعها تمثل تحديا لصانع القرار العراقي ودخول الاستثمارات الأجنبية للمشروع.

من جانب متصل، أكد الباحثين العراقيين ان مشروع طريق التنمية سينقل المنطقة من منطقة ذات تشابك أمنى الى منطقة ذات تشابك اقتصادي وتنموي وهو هدف عراقي بالإضافة الى الدول المنظمة الى المشروع، مشيرين الى أن هناك تحديات تواجه المشروع متمثلا في جانب الأمني والاقتصادي والسياسي، وان نجاح هذا المشروع لا ينعكس فقط على دول المنظمة وانما على المنطقة ككل.

هذا وخرجت الندوات الثلاثة بمجموعة من التوصيات منها الاتفاق على التنسيق من أجل تنفيذ ورشة نقاشية مشتركة بين مركز نون للدراسات الاستراتيجية ومراكز التركية والخليجية في شهر مايو أيار2025، وعلى إعداد اوراق سياساتية عامة تتضمن “تفعيل العلاقات العراقية التركية والعراقية الخليجية حول مشروع ” طريق التنمية” ، والتنسيق مع تلك المراكز الخليجية والتركية من اجل وضعها امام صناع القرار لدول المشاركة والدول التي من المحتمل ان تنظم، تمهيدا بعقد مؤتمر إقليمي للدول المشاركة والمنظمة الى المشروع في العراق او في احدى الدول الخليجية.

 

إرسال التعليق

النشاطات