بسم الله الرحمن الرحيم توطئة :
عقد مركز نون للدراسات الاستراتيجية صباح يوم السبت 24 / 12 / 2016 حلقة نقاشية بعنوان : ( إدارة نينوى بعد التحرير … الطموح والتحديات ) على قاعة فندق بيست إن في مدينة أربيل ، وبحضور أكثر من عشرين شخصية موصلية معروفة ، موزعين بين أكاديميين ومفكرين وباحثين وناشطين مدنيين ومهتمين بالشأن الموصلي . وقد عرض المشاركون في الندوة على مدى خمس ساعات مجموعة من القضايا المهمة التي لها تأثير كبير للوصول الى رؤية واضحة لإدارة محافظة نينوى بعد التحرير ، مع التأكيد على أهمية المحاور التي عرضتها إدارة الورشة ، والتي تمثلت بالمحاور الآتية : (1) بقاء محافظة نينوى تابعة للحكومة المركزية ، وعلى الوضع الذي كانت عليه قبل 10 / 6 / 2014 م . (2) بقاء محافظة نينوى تابعة للحكومة المركزية مع منحها صلاحيات واسعة ، وتفعيل اتفاقيات نقل صلاحيات عدد من الوزارات إليها . (3) إقامة إقليم نينوى الجغرافي . (4) دخول محافظة نينوى ضمن الإقليم السني في حال تشكيله . مع بيان سبل إمكانية تطبيق هذه الرؤية والمعوقات والعراقيل التي تواجهها . وقد أجمع السادة المشاركون على رفض عودة نينوى إلى الوضع الذي كان سائداً قبل 10 / 6 / 2014 م أمنياً واقتصادياً وعسكرياً . أبرز المواضيع التي دار حولها النقاش : اتسمت الورشة التي عقدت يوم السبت 24 / 12 / 2016 م بالحرية في طرح الموضوعات ، والعصف الذهني الذي تبع الطرح ، وقد تركزت المناقشات في المواضيع الآتية : (1) ذهب رأي اغلبية الحضور الى قيام اقليم نينوى الجغرافي ضمن الحدود الإدارية للمحافظة ، مع الحذر كل الحذر من قيام ما يسمى بـ ( دويلات المدن ) في أقضية ومدن المحافظة الأخرى . ومن أجل تجاوز هذا الأمر يمكن تقسيم اقليم نينوى في حال قيامه إلى : مركز رئيسي للاقليم في مدينة الموصل وواحدات ادارية في كل من جنوب الموصل ، وشمال الموصل ، وغرب الموصل ، وشرق الموصل ، مع الحفاظ على مكونات نينوى ومنحها حقوقها بشكل فعلي وعملي وتمكينها من ادارة مناطقها بما يناسب تمثيلها في تلك المناطق. (2) التركيز على دراسة الجوانب الآيدلوجية والفكرية وبحثها بدقة من أجل وضع الحلول المناسبة للمشاكل الفكرية والآيدلوجية التي ظهرت على الساحة ، فإذا تغيرت أفكار الناس تغيرت مواقفهم وطريقة تعاطيهم مع الأحداث والظروف السياسية . (3) تشكيل لجان أكاديمية متخصصة ، وفي الاختصاصات كافة لبحث موضوع اقليم نينوى الجغرافي ، وتحديد المعطيات والمؤهلات والسلبيات والمعوقات لتحقيق الإقليم . (4) ضرورة مشاركة اهالي نينوى بالفعاليات السياسية المختلفة ، ودراسة أسباب العزوف عن ذلك ، وبيان الآثار السلبية للمقاطعة السياسية . (5) ضرورة تثقيف الجماهير ، خاصة الطبقات الفقيرة والكادحة والوسطى ، وكسب تأييدهم في مشاريع التغيير السياسي والفكري القادمة ، والتأكيد على دور النخب والكفاءات في قيادة هذه الجماهير وتوجيهها . (6) ضرورة أخذ رأي أهل الموصل الذين لا يزالون داخل المدينة في بيان رؤيتهم حول الشكل الذي تدار به نينوى بعد التحرير . (7) التأكيد على الاهتمام بمكونات نينوى الأخرى ، والعمل على إعادة جسور الثقة معهم بعد الأفعال المشينة التي ارتكبها تنظيم داعش بحقهم . والتأكيد على ضرورة الانفتاح السياسي على الآخر بين القوى والأحزاب السياسية العاملة في المحافظة ، والبحث عن القواسم المشتركة لتفعيلها ، وترك التجاذبات والخلافات السياسية من أجل إيجاد خطاب سياسي موحد لسياسيي نينوى وممثليها في مجلس النواب . (8) الاهتمام بالمراكز البحثية المستقلة القادرة على عقد ورش العمل والندوات وتنظيم المؤتمرات لبحث الملفات والمواضيع المهمة ، وضرورة انفتاح هذه المراكز على الكفاءات العلمية والأكاديمية الموجودة لرفدها بالبحوث والدراسات المهمة . (9) و ذهب رأي البعض انه من المبكر جداً ، وفي هذا الوقت تحديداً ، الحديث عن الشكل الذي ستتخذه إدارة نينوى بعد التحرير ، محافظةً أو اقليماً ، لأنَّ الوضع الإنساني المأساوي يلقي بظلاله على الساحة الموصلية ، ولن يجد من يستمع له أو يهتم به ! فضلاً عن تغير نظرة أهالي نينوى إلى الجيش الآن وبعد التحرير . ففي الوقت الذي كانوا فيه بالأمس ينظرون إلى الجيش نظرة اتهام وعدم ثقة صاروا اليوم ينظرون إليه مخلِّصاً من ظلم داعش وبطشه وتجاوزه على مظاهر الحياة والوجود كلها . توصيات المشاركين في الورشة : أجمع المشاركون على ضرورة الاهتمام بالتوصيات الآتية : (1) التأكيد على تفعيل دور الأكاديميين والمثقفين في رسم شكل إدارة محافظة نينوى بعد التحرير . (2) التأكيد على تفعيل دور الطبقات الوسطى في رسم شكل إدارة محافظة نينوى بعد التحرير . (3) العمل على إيجاد عقد اجتماعي يوافق عليه كل مكونات محافظة نينوى لكي يكون نقطة الشروع لاعادة التعايش مابين ابناء المحافظة يعتمد على الاعتدال والوسطية والتعامل مع الآخر في ضوء الاهتمام ببناء المحافظة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة ، ووضع السبل المناسبة لنشرها وترسيخها . المحاور المقترحة للورشة القادمة : انطلاقاً من الفقرات المذكورة في أعلاه ، ومن تكوين رأي شبه مجمع عليه من قبل السادة المشاركين في الورشة ، نقترح في مركز نون أن تكون محاور النقاش في الورشة القادمة على النحو الآتي : (( إقليم نينوى الجغرافي … الإيجابيات والسلبيات )) . وتتم مناقشة هذا الموضوع عن طريق توزيع المشاركين على مجموعات تتألف من خمسة أشخاص لكل مجموعة ، لكي يناقشوا آراءهم ومقترحاتهم فيما بينهم أولاً ، ثم عرض رأي كل مجموعة في الجلسة العامة ومناقشته ، لكي يتم تحديد نتائج الورشة ومعطياتها في ختام الجلسة .
احداث مرتبطة